عندما أصبحت مديراخطر
في بالي يوما أني صرت مديرا آمر وأنهى وأطاع فلا أعصى، الكل يشتري ودي
ويخطب وصالي فقلت في نفسي لابد وأن تكون لي بصمة في تاريخ الشركات الكبرى
ويجب علي أن أصنع لنفسي مجدا تليدا عجز عنه السابقون وسيحتار فيه اللاحقون
.
فخاطبت نفسي وقلت لها : من
الذي يجعلني أطمع في هذا الكرسي الماثل تحي وهو سيزول يوما عني، فلقد زال
عن كبار الأبطال الأكفاء والمهاجمين الألداء الأشداء من المديرين
والتنفيذيين والرؤساء والمشرفين وأنا لست بدعا منهم، ولذا لزما علي أن أعد
العدة وأبدأ بالقتال فجردت من رمح الإدارة الحديثة و سللت سيف القيادة
بالأهداف وأصدرت قرار إداريا شجاعا فريدا من نوعه لم يسبق له مثيل في عالم
الإدارة وذلك عند اجتماعي الأخير برعيتي الموظفين فقلت لهم وأنا وما أدراك
ما أنا، أنا بشهادة المنافسين الأحباء والخصوم الأعداء (خطيبا مصقعا) تضرب
إليّ أكباد السيارات والوايتات والدبابات والمعجبين والمريدين، فقلت في
خطبتي : أما بعد: يا معشر الموظفين ... على كل موظف تابع لسلطان إدارتي
وسطوة شعبتي تحت هذا السقف يقف أن يحضر معه أفكارا إبداعية خلال أسبوع
يبحث عنها حتى لو من عند يسوع، وسيكون له عندنا الأجر الوفير وسنرفعه من
قريده الصغير، وسنغدق عليه الجوائز والأعطيات والإضافي والانتدابات.
أيها
الموظفون الأشاوس الخنافس : اسمعوا وعوا.. إن من لم يرفع بكلامي هذا رأسا
وأتى من الغد صفر اليدين فلا يحلم بقريد عندي ولا قريدين، ولا تقييم له
عندي ولا بطيخ، وسوف من عيني يطيح، وسأجلده بمعونة السيد/ بل، حتى يكون
عبرة للكل، فصاحوا جميعا صيحة الرجل الواحد وقالوا : ومن أين لنا بهذه
الأفكار، وقد طارت منا يوم أن كنا صغار، فقلت لهم : أبحثوا عنها في أي
مكان فستجدونها بالمجان ولو من عند الجان . قالوا : سمعا وطاعة لك أيها
الرئيس، سنفكر وسنأتي بما عجز عنه إبليس.
وفي
الغد أتوا جميعا يتزاحمون عند باب مكتبي المفتوح، يتقامزون لم يأكلوا أكلة
الصبوح، وهم يتناطحون في طرح أرائهم وعرض اقتراحاتهم وشرح أفكارهم، فهذا
يقول وجدت طريقة تخفض استهلاك الأوراق رغما عن أنف كل الأبواق، وآخر يقول
جاءتني فكرة تسهل عملية الإجراءات بحذف بعض السخافات التي أقرها أصحاب
اللقافات، والآخر يقول خطرت على بالي فكرة خدمة جديدة تجعلنا نضرب غيرنا
بالحديدة .
ثم فاجئت مرؤوسي
بفاجعة لم تكن بالحسبان ولم تخطر على بال جان فضلا عن إنسان ؟؟؟ فقلت لهم
كلكم جميعا سأعطيه (صفر) في تقييم شهر ديسمبر، فصرخ الجميع وطنقر، وقالوا
: لماذا هذا أزال الله عنك الضرر؟ فقلت لهم: سأفعل ذلك عقوبة لكم ولسوف
أنكل بكم وأجعلكم عبرة للمعتبرين ولأضربنكم ضرب الإبل الشرود لتعلموا أني
ابن حمود، لأنكم تحملون كل تلك الأفكار وكل هذه الأسرار وعندكم من الخطط
ما عجزت عنه القطط فلماذا هذا الشطط لم تتحدثوا بها قط؟، فقالوا : أحسن
الله إليك وهل في يوم من الأيام شجعتنا أو حمستنا أو جهزتنا أو صحت بنا؟
عندها أسقطت في يدي، وقلت هذا ما خبزت بيدي، فحصت وحست وتنحنحت وسعلت فقلت
لهم : آآآآآآ في الحقيقة أننننننههههه والواقع قع قع قع والمفترض أننننه
... فلم أرع جوابا مقنعا ولم يسعفني كلاما مقرعا، فقلت في نفسي أقول الحق
ولو على نفسي ولو كان فيه ذبحي، قلت لهم : صدقتم لا فض الله أفواهكم
واسمعوا مني ما يشنف أسمعاكم؟، فقد كنت خاملا على كرسيي أأتي للعمل وأنا
أشتهي كرسبي، وأما من اليوم فصاعدا فسترون مني كل ما يسركم وستسمعون ما
يدغدغكم، ولكن الله الله في كثرة الأفكار لنهزم بها جميع التجار، فقالوا
جميعا: نحن نشعر كأننا ولدنا للتو بثثت فينا الروح وجعلتنا نشعر بصفاء
الجو، وهلم بنا يا رئيسنا تصنع معنا مجدا شامخا خالدا فنحن سويا نملك معك
من الطاقات ما نتفوق به على الشركات في عالم الاتصالات، فقلت لهم: بارك
الله فيكم ولكم علي أن أبرح هذا المقام حتى أحقق لكم ما تفكرون به حتى في
المنام، ستجدون كل الدعم وستسمعون كلمة سم، المهم عندي والأهم ألا تبخلون
علينا بالكم وإياكم وقيل وقال وكثرة الخبال، فقالوا : من الآن فصاعدا يا
عم نقول لك أن اسم شركتنا قد عم، وحاشاك من كلمة انطم .
تعليق الكاتب : الموظفون لديهم طاقة كبرى هائلة كامنة لا تحتاج إلا من يحركها ويحفزها