hamza عضو
عدد الرسائل : 149 العمر : 32 تقييم المساهمات : 3 تاريخ التسجيل : 22/02/2009
| موضوع: الأمير عبد القادر ابن الأمير محي الدين الحسني '' الجزائري '' الخميس فبراير 26, 2009 12:05 pm | |
| الأمير عبد القادر ابن الأمير محي الدين الحسني " الجزائري " .
النسب ..
يعود نسب هذا البيت العربي المسلم , الى الحسن بن علي بن ابي طالب , من أهل المدينة المنورة كان جدهم الأول " ادريس الحسني " , ثم الى جانب ابن الزبير في مكة المكرمه , ثم هاجر مع اسرته الشريفه الى مصر , ثم الى المغرب العربي , واستقروا في قبيلة " صنهاجه " البربريه المسلمه , المنتشرة على امتداد المغرب العربي , حيث استقبل بما يليق بمنزلة اهل بيت رسول الله .
ليتزوج من ابنة رئيس القبيله " كنزه " , وعظمة منزلته ليؤسس لأبنائه ملكا في المغرب " الأدريسيين " .
الجد المباشر للأمير عبد القادر والذي تسمى على اسمه , كان الامير عبد القادر , الذي وصل من المغرب الى الجزائر واستقر في منطقة " غريس " وأسس في في منطقة " الغيطنه " زاويته الصوفيه , ويدعى في الجزائر وعند اهل الطريقه " سيدي قاده " تحببا , ولا يزال ضريحه مزارا شريفا , على الطريقة القادرية وشيخها الامام الاعظم " عبد القادر الجيلاني " , الذي عاش ومات في بغداد .
تابع ابنه الامير محي الدين الحسني , سيرة ابيه العطره في الزاويه , وكان رجلا محبوبا طيب القلب وعليه اجماع القلوب وله اتباع ومريدين كثر .
وعلى زمنه دخل الفرنسيون العاصمه الجزائر الواقعه تحت سيطرة العثمانيين الذين استسلموا سريعا ثم سقطت المدن الجزائريه الساحليه تباعا وبسهوله .
اجتمعت القبائل في الداخل الجزائري , في سهل غريس , واعلنت الجهاد والامير محي الدين امير الجهاد , وبدأت المعارك , وكان الامير عبد القادر شابا في اول عشرينياته ويرافق والده , وبعد مرور سنتين اعتذر الامير محي الدين عن امارة الجهاد لكبر سنه وطلب ان يعين بديلا عنه تجمع عليه الناس ليعود هو مجاهدا
ليقرر قادة المجاهدين وشيوخ العشائر تولية ابنه المجاهد الامير عبد القادر اميرا للجهاد خلفا لوالده , وبويع الامير الشاب في عمر الخامسة والعشرين , امير الجهاد , وكان اول المبايعين والده تحت شجرة اللبلاب التي لاتزال الى يومنا هذا , ثم الموجودين جميعا , بما عرف بالبيعة الصغرى .
واعلن الامير مدينة " معسكر " عاصمته , وهي الواقعه على هضبة مطله على بداية سهل غريس , وفيها تمت البيعة الكبرى في مسجد معسكر, من القبائل جميعها , وهناك وثيقتين موقعتين من المبايعين هما الان في عهدة الحكومة الجزائريه , بعد البيعه الكبرى , عاد الامير الى منزله المتواضع في معسكر , وكتب وصيته وكلف بها زوجه , من ال ابو طالب من اباء عمومته وصافي نسبه الشريف " لالا زهره " .
وكانت والدته من ال ابو طالب ايضا وتدعى " لالا خيره "
تزوج الامير وانجب ذكورا واناث .
حارب الفرنسيين سبعة عشر عاما , ثم حوصر في عاصمته المتنقله " الزماله " , وهي عباره عن مركز يقيم فيه الامير واسرته , ثم الدائره الاقرب وفيها خيام رجال الحكم واصحاب الرأي , ثم الدائره الثانيه وفيها خيام ال بني هاشم من اقرباء الامير الخلّص , ثم الدائره الثالثه والرابعه .
ويجسد هذا الشكل , فكر المتصوف الشيخ محي الدين ابن عربي , في نظرته للكون ..
كان الرأي بعد ان طال الحصار , ان يسلم الامير بشروط .. منها ان لايسلم سيفه الا لأبن الملك الفرنسي فيليب , الدوق دوفال , الذي عين حاكما على الجزائر , وهكذا كان ..
وقد تعهد الدوق دوفال بتلبية كامل شروط الامير للتسليم ومنها الانتقال الى دولة اسلاميه واراد الامير ان تكون مصر ولكن الخديوي رفض , فطلب ان تكون تركيا , ووافق الفرنسيون على ذلك خطيا , ولكنهم كانوا يدبرون امرا آخر .
عندما وصل الامير واسرته وحاشيته الى مرفأ تولون , طلب منهم النزول الى اليابسه لحين تزويد السفينه بما يلزم وصيانتها , وعلى اليابسه ابلغ بانه معتقل ومن معه , وحددت اقامته بقصر " بو " القريب , ثم نقل الامير الى قصر " امبواز " بعد فتره , وجرت عدة محاولات لاقناعه بقبول الاستقرار نهائيا في فرنسا .
ولا يزال جوابه الشهير منقوشا على ضريحه في الجزائر في مقبرة شهداء حرب التحرير " العاليه " .
في تلك الاثناء كان نابليون الثالث زعيما في المعارضه الفرنسيه , وكان يقول ان فرنسا لم تحسن معاملة الامير وانها خانته وحنثت بوعودها , ويعترف المؤرخون الفرنسيون بذلك الى يومنا هذا .
انتخب نابليون الثالث رئيسا للجمهوريه الفرنسيه , ثم صار امبراطورا , وقرر زيارة عدة مناطق فرنسيه كمخرج دبلوماسي لزيارة الامير في قصر " امبواز " حيث حددت اقامته بالقصر وحدائقه , فاعتبر الامير نفسه سجينا ولم يغادر القصر ..
ليقول له الامبراطور , انا اعتذر عن تصرفات فرنسا التي لم تف بوعودها لك , وانت حر ّ , ودعاه الى زيارة باريس , وعلى أثر ذلك زار باريس في طريقه الى تركيا , حيث استقبل بحفاوه جماهيريه ورسميه بالغه , وزار كنيسة نوتردام , ليستقر في " بورصه " بجانب اسطنبول , المشهوره بمياهها المعدنيه .
ان محبة الجمهور الفرنسي للامير تعود الى قصص التسامح وحسن المعامله التي كان يرويها الأسرى الفرنسيون العائدون من حرب الجزائر , عن الامير الكبير ..
اقام الامير في بورصه حوالي السنتين , واول ما قام به هو ختان اولاده من الذكور على ارض اسلاميه ..
ثم طلب من الامبراطور نابليون الثالث طلبين ..
الاول .. ان ينتقل ليعيش في دمشق , وهكذا كان .
والثاني .. التوسط لدى قيصر وحكومة روسيا , ليحسنوا معاملة " الشيخ شامل " , الاسير لديهم بعد قيادته لحرب القوقاز الضاريه في بلاد الشيشان وجوارها , وقد لبى الامبراطور الفرنسي الطلبين معا .
هناك مراسلات بين الامير وابن الشيخ شامل تشرح لظروف اسره ومعاناته ولطلب معونة الامير ثم تشرح تحسن هذه المعامله كثيرا ويشكر فيها الامير ..
استقبل الامير بحفاوه في دمشق , واشترى دار الشيخ محي الدين بن عربي وسكن فيها ووسعها , كانت مرتبة الامير الصوفيه الاعلى " الخرقه الأكبريه " , ولا تزال هذه " الخرقه الأكبريه " من ممتلكات العائله .
وفي دمشق كتب الامير كتابه الصوفي الوحيد " المواقف " وضمنه اراءه وسيرته في التصوف ..
توفي في قصره الصيفي في دمر , وتعود ملكيته الان الى الاتحاد الأوروبي , الذي يريد اقامة متحف للامير ومركز للاتحاد ..
وكان قد اوصى بدفنه الى جوار مقام الشيخ محي الدين بن عربي , ولكنه دفن تحت القبه الى جوار الشيخ , ولا يزال الضريح قائما الى اليوم في مكانه , ولكن الرفات نقلت بعد استقلال الجزائر اوائل الستينات ..
سيدي الامير .. السلام على روحك الطاهرة .
------------------------------------------
يقال ان سيف الجهاد الاميري , موجود في متحف " eninvalides " , في باريس ..
اتمنى على من يرغب ويعرف , ان يؤكد لي هذه المعلومه وصحتها , لأنني ارغب اذا ما قدر لي زيارة باريس ان اقف طويلا وابكي مريرا على امير عظيم , في حضرة سيفه ...
-----------------------------------------
قبل الجهاد وفي الحجة الاولى للأمير , نال البركة الشاذليه في مكة المكرمه , والبركة النقشبنديه على طريق الحج ..
----------------------------------------
كتب عن الامير سيرته ولده البكر ومرافقه واطلع عليها الامير وباركها ..
تحفة الزائر وتاريخ الجزائر والأمير عبد القادر
طبعت في اوائل القرن العشرين في مصر , وطبعت بعد ذلك في دمشق | |
|